[frame="4 80"]وقف الشبان الفنانون أمام شواطئ البحر يتأملونه، فخطف أبصارهم الضوء المتلألئ على صفحة المياه المترقرقة،

فصاح أحدهم: إنه بحر من نور.

استهوت الفكرة هذه المجموعة وأخذوا يكرِّسون أعمالهم الفنية للرسم بالنور، أي الاهتمام بالتعبير عن الضوء

وانعكاساته في الطبيعة، متأثرين بأضواء البحر وبألوان قوس قزح الزاهية، ومن هنا سماهم البعض "التأثيريُّون".


إلا أن أحد النقاد المتحيزين للمدرسة الواقعية التي كانت ماتزال هي المذهب السائد فنيًّا لم يعجبه الأسلوب الجديد

لهؤلاء الشباب؛ فقال ساخرًا إنهم انطباعيون؛ يعني ينطلقون في أعمالهم من التأثير المباشر بالانطباع الأول الذي


يأخذونه من ألوان الطبيعة، مثل: قوس قزح وأضواء النجوم وتلألؤ مياه البحر.

المَلْمَس

وأراد هؤلاء الشباب أن يثبتوا "علمية" مذهبهم الجديد في الفن، ويردوا بشكل عملي على النقاد من أنصار الواقعية

التي كانت تُعلي من شأن موضوع اللوحة على ما عداه من ألوان وأضواء … فقام الانطباعيون بوضع معالم محددة

لمذهبهم الفني ارتكزت على فكرية تحليل الضوء لألوانه الأصلية (ألوان قوس قزح)، وبدلاً من خلط هذه الألوان معًا على

سطح اللوحة راحوا يضعون كل لون منفصل بجوار الآخر في صورة لمسات صغيرة بالفرشاة، وأدى هذا إلى ظهور

العنصر الثاني (غير زهو الألوان وعدم خلطها) المميز لأعمال الانطباعيين، وهو ظهور لمسات الفرشاة وآثارها على سطح

اللوحة، فيما يعرف بالملمس الذي يصنع تضاريس بارزةً للوحة، وأصبحت اللوحة عند الانطباعيين في ذاتها مهمة، وكلٌّ

متكامل كفكرة وألوان وأضواء، بدلاً من تركيز الواقعية على الفكرة فقط.

أهم فنَّانِيها
يقترن اسم "الانطباعية باسم "كلودمونيه Monet ؛ فقد كان أشد المعجبين بمشاهد البحر وأضوائه، وكان شديد

الملاحظة، مما دفع أحد الفنانين "سيزان" أن يقول: "إن مونيه ليس إلا عينًا، ولكن يالها من عين".





كامن بيسارو Pissaro لم يكن مثل مونيه في شدة تعلقه برعشات الأضواء وحركتها، ولا بالبحر والشواطئ؛ ولكن كان

أسلوبه أقرب إلى الثبات والاستقرار، وكان مولعًا بتصوير مناظر الريف والحقول والغابات.

ويحتل إدجار ديجا Degas مكانًا غريبًا وسط جماعة الانطباعيين، فهو في وجه هؤلاء الثوريين كان يزعم أنه رجعي ولا

سبيل لإصلاحه، كما كان يسخر بنظرياتهم عن اللون، ويزعم أنه - مثل آنجر (زعيم الكلاسيكية في فرنسا) - لا يهتمّ إلا

بالرسم والتكوين، ولا يميل إلى المناظر الطبيعية؛ ولكنه أثبت في أواخر حياته أنه أنبغ الفنانين في استعمال الألوان،

فقد كان في بداية حياته يستخدم الألوان الزيتية، مضافًا إليها كمية كبيرة من زيت النفط، مما يجعلها أقرب إلى الألوان

المائية؛ ولكنه ابتدع أسلوبًا جديدًا يستخدم فيه الألوان الزيتية والجواش والباستيل معًا - يقوم على لمسات سريعة

متكسرة، يزحف بعضها على بعض، فيكسب لوحاته وميضًا رائعًا

منقول


]
[/frame]